"الانتخابات التي تقبل المانيا على إجرائها خلال الأيام القليلة القادمة، هي الأكثر مللاً في تاريخ البلاد، لأن النتيجة شبه محسومة سلفا لصالح زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أنجيلا ميركل"، توصيف تردد غير ما مرة على مسامع صحفيين عرب قدموا إلى ألمانيا لتغطية انتخابات " البوندستاغ" . حيث ترجح استطلاعات الرأي كسب سيدة الجرمان الحديدية ما يزيد عن 35 بالمائة من أصوات الناخبين الألمان، وهو رقم مهم بالنظر إلى تقاسم الأحزاب الأحزاب الأخرى المتنافسة ما تبقى من الكعكة الانتخابية.
ميركل التي تتولى قيادة المارد الألماني منذ 2005، ولا زال في جعلتها نصيب مهم من الشعبية، تتجه حسب ما أكده مسؤولون ألمان، التقوا وفدا صحفيا ببرلين، دعيت إليه هسبريس، إلى الفوز بولاية ثالثة، ترسخ بها صورة المرأة الحديدية، التي لا تخشى القرارات الصعبة في التعاطي مع أزمات الداخل والخارج، كما هو الأمر مع أزمة منطقة اليورو.
نبوغ منذ الصغر
رأت إنجيلا ميركل، التي قلما ينشرح محياها بابتسامة تغيبها جدية امرأة يقرنها البعض بزعيمة الإنجليز مارغريت تاتشر، عام 1954، في بيت قس لوثري بشمال ألمانيا. وقد عرف عن ميركل التلميذة نبرأها منذ سن مبكرة، سيما في الرياضيات، الذي سلكت عبره حقل العلم إلى مضمار السياسة. ولدى بلوغ المرحلة الجامعية درست ميركل في جامعة لايبزغ، التي تعرفت بها على الزوج الذي طلقته لاحقاً.
الزعيمة الأولى
في أعقاب نكسة انتخابية ألمت بالاتحاد المسيحي الديمقراطي عام 1998، استطاعت ميركل في سابقة من نوعها، أن تتولى زعامة الحزب، حيث أنه وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، تبلغ سيدة بووتيستانتية منصباً مماثلا في حزب كاثوليكي.
بيد أن ميركل لم تدخل غمار انتخابات 2002، التي خسرها الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فكان أن ملا الطريق أمامها في انتخابات البوندستاغ عام 2007، التي فازت فيها على خصمها عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، غيرهارد شرور.
وبالنظر إلى حتمية التحالف، دخلت ميركل بعد عسر مفاوضات مع حزب شرودر، من تشكيل حكومة ائتلاف، لتكون بذلك أول امرأة من شرق البلاد تتولى منصب مستشارة في ألمانيا، قبل أن تدخل ولاية ثانية عام 2009، كما قد تحظى بولاية ثالثة، في أعقاب الانتخابات المزمع إجراؤها في الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري.
سيدة الصرامة
وإن كانت ميركل تحظى بتقدير وسط الألمان الذين يتجهون نحو انتخابها مستشارة لولاية ثالثة، فإن انتقادات كثيرة توجه إليها في بعض الدول الأعضاء بالاتحاد الأوربي، بالحديث عن تنصلها من واجب التضامن بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي، الذي يحتاج حسب قراءتها للأزمة، وقتا طويلا للتعافي، وسط متابعة الجميع لمآلات ما تم الاتفاق عليه من إصلاحات ضرورية في اليونان.
حكم إمرأة..
بالنظر إلى الهوة الثقافية، تبدو انتخابات البوندستاغ للبعض حدثا نسائيا، لدى البعض، يتم تسليط الضوء فيه على ما بلغته امرأة تقود اقتصاد إحدى أعظم دول الأرض، فيما يظهر الألمان، وفق ما رصدته هسبريس إبان الحملة الانتخابية، أمس، ذوي اهتمام بالبرنامج الانتخابية ومشاريعها الامجتمعية ومستقبل البلاد، أكثر مما ينصرفون إلى إشكال قيادة المرأة سيارة أو دولة أو اتحادا قارياً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق