الأحد، 24 يوليو 2016

خبير آثار يطلق صرخة لإنقاذ قصبة "أكادير أوفلا" التاريخية


خبير آثار يطلق صرخة لإنقاذ قصبة "أكادير أوفلا" التاريخية
دق الدكتور عبد الواحد أومليل، أستاذ علم الآثار والتراث المدير المشارك في مشروع إعادة الاعتبار لموقع أكادير أوفلا، ناقوس الخطر بشأن وضعية الآثار المكتشفة بالمنطقة الأثرية لقصبة أكادير أوفلا، والتي تعرضها للتلف والتدمير، جراء الحالة السيئة للسياج المحيط بهذه المنطقة.

وأفاد أومليل بأن الأبحاث الأثرية التي يقوم بها فريق بحث من جامعة ابن زهر، بتعاون مع المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة، أفضت إلى الكشف عن بقايا أثرية جد هامة تخص أركيولوجية الموقع، وتاريخ مدينة أكادير العميق، وهي آثار تنتمي إلى الحقب التاريخية التي عرفتها القصبة منذ بنائها كقلعة عسكرية في القرن 16.
وأشار أومليل، في اتصال مع جريدة هسبريس، إلى أن هذه الاكتشافات تمت في الفضاء الجنوبي للقصبة الذي أطلق عليه الباحثون اسم الحي العمومي، لكونه كان خاصا بالمباني ذات الطابع العمومي، "أما الحي الخاص بالسكن، الذي يشغل باقي مساحة القصبة، فلن تشمله هذه الأبحاث الأثرية، نظرا لحرمته".

ولفت خبير الآثار إلى أن "هذه الأبحاث الأثرية، التي يقوم بها باحثون مغاربة منذ سنوات، تدخل في إطار مشروع إعادة الاعتبار لموقع أكادير أوفلا، والذي مازال في طور الإنجاز"، مبديا أسفه لتوقيف هذه الأبحاث في انتظار توفر الاعتمادات المالية اللازمة لاستئنافها وإتمام المشروع.
وأفاد المتحدث بأن "تعطيل هذا المشروع لمدة ليست بقصيرة تسبب في حالة التدهور التي توجد عليها اليوم منطقة التنقيبات الأثرية بالقصبة التاريخية، وهي حالة تزداد سوء مع توالي التصرفات غير اللائقة لبعض الزوار، رغم المجهود المبذول لحماية المكتشفات الأثرية من طرف طلبة الماستر والدكتوراه المشاركين في المشروع".
وقال أومليل إن "المحافظة على مآثرنا التاريخية مسؤولية جماعية، باعتبارها تعكس تاريخنا الحضاري وهويتنا الثقافية، ولا يحق لنا إهمال هذه المآثر، أو التغاضي عن مسؤوليتنا، كما أن فريق البحث يبذل مجهودات شاقة لإبراز القيمة التاريخية والأثرية لموقع أكادير أوفلا، بغرض إعادة الاعتبار له".

أومليل دعا إلى "الإسراع بتجديد السياج المحيط بالمنطقة الأثرية بالحي العمومي للقصبة، وذلك حماية للزوار وللآثار، مع توفير حارس لهذه المنطقة، وصرف الاعتمادات المالية اللازمة لإتمام مشروع إعادة الاعتبار لموقع أكادير أوفلا، فضلا عن الاهتمام بالمشروع، ودعم فريق البحث الملزم بإتمامه وتحقيق أهدافه".
وكشف الخبير أنه تفاديا للمزيد من التخريب، وفي انتظار معالجة هذه الوضعية المزرية التي لا تشرف المآثر التاريخية بالمملكة، اضطر فريق الباحثين إلى اللجوء إلى حل مؤقت، "هو تطوع أحد الطلبة الباحثين لحراسة منطقة التنقيبات الأثرية داخل القصبة خلال عطلة فصل الصيف، التي تعرف تزايد أعداد زوار القصبة".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More