الخميس، 19 سبتمبر 2013

الملك محمّد السادس يعلن "دعم مالي" ويأسف لـ "دول التخريب"

الملك محمّد السادس يعلن "دعم مالي" ويأسف لـ "دول التخريب"

حضر الملك محمد السادس، بملعب 26 مارس بباماكو، حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد ابراهيم بوباكار كيتا.. وكان الملك قد حل مساء أمس الأربعاء بالعاصمة المالية لحضور هذه المناسبة التي تعدّ استثناء ضمن التنقلات الملكية التي كانت تكتفي سابقا ببعث من ينوبون عن العاهل.
تحرك الملك محمّد السادس نحو مالي تمّ بمعية وفد يضمّ على الخصوص الأمير مولاي اسماعيل، والمستشارين الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة، ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية أحمد التوفيق، والجنرال دوكوردارمي عبد العزيز بناني المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والجنرال دوبريغاد علي عبروق مفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية.
وقال الملك محمد السادس، ضمن خطاب ألقاه بالمناسبة، إن المغرب، المتشبث بالتعاون جنوب-جنوب، لن يدخر أي جهد لمواكبة ودعم جمهورية مالي، في المجالات الاجتماعية والاقتصادية التي تعتبرها ذات أسبقية وأن المملكة ستظل الشريك الملتزم والوفي لهذا البلد الجار والشقيق.. وأردف أن المغرب سيقدم الدعم اللازم لبرامج دولة مالي في مجال التنمية البشرية، خاصة فيما يتعلق بتكوين الأطر والبنيات التحتية الأساسية والصحية.
وفي هذا الإطار، يضيف الملك ، بادرت المملكة المغربية، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى إقامة مستشفى عسكري ميداني متعدد التخصصات بباماكو، كما تم تعزيز ذلك بتقديم مساعدة طبية وإنسانية مستعجلة، مؤكدا أن التعاون القائم بين البلدين سيحفز رجال الأعمال على تعزيز انخراطهم في تطوير المبادلات والاستثمارات بينهما، بما يترتب على هذه الدينامية من توفير فرص التشغيل ومن انتقال للكفاءات ولرؤوس الأموال.
وبعد أن الملك بأن التفرد الثقافي الذي يتميز به مالي كان دائما وما يزال يشكل أحد المكونات الأساسية للتراث الإسلامي وللهوية الإفريقية، أكد أن "أي مبادرة دولية يتم التنسيق بشأنها، دون إيلاء البعد الثقافي والعقائدي الأهمية التي يستحقها، سيكون مصيرها الفشل. فالشراكة التي تعتزم المملكة المغربية عرضها، من أجل إعادة بناء مالي، ماديا ومعنويا، تندرج تماما ضمن هذا التوجه. ذلك أن ترميم مخلفات التخريب المادي، ومعالجة الجروح المعنوية، يتطلب إعادة بناء الأضرحة، وإصلاح وترميم المخطوطات وحفظها، وإنعاش الحياة الاجتماعية والثقافية".
وفي هذا السياق أبرز الملك محمد السادس أن "الإسلام في المغرب وفي مالي واحد، ممارسة وتقاليدا. إنه إسلام متشبع بنفس القيم المبنية على الوسطية والاعتدال، وبنفس تعاليم التسامح والانفتاح على الأخر. كما أنه يظل عماد الوشائج الروحية التي تجمع على الدوام بين بلدينا".. وانطلاقا من هذا الرباط العقائدي المشترك، يقول الملك ، ووعيا منا بالرهانات المرتبطة بحمايته من كل الانحرافات، يطيب لي أن أعبر عن ترحيبي بالاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه ، والمتعلق بتكوين 500 إمام مالي في المغرب خلال السنوات المقبلة".. وأوضح أن هذا التكوين، الذي يمتد على مدى سنتين، سيخصص ، بالأساس ، لدراسة المذهب المالكي ، والتعاليم الفقهية والأخلاقية التي تنبذ كل أنواع الغلو والتكفير.
وبعد أن شدد على ضرورة أن تلعب كل البلدان الافريقية الشقيقة دورا جوهريا في عملية إعادة البناء الهامة بدولة مالي، أعرب الملك عن الأسف لكون بعض الدول والأطراف لا تعمل إلا على الهدم والتخريب في الوقت الذي تختار فيه دول أخرى نهج البناء وإعادة الإعمار. أما المغرب، يؤكد العاهل، ووفاء منه لتقاليده العريقة والمشهود بها في مجال التعاون مع الدول الشقيقة جنوب الصحراء، فسيتحمل بكل فعالية وعزم نصيبه من هذه المسؤولية التاريخية.."لذا، ما فتئت أولي اهتماما خاصا لهذا المحور الرئيسي في العلاقات الخارجية للمغرب، حريصا شخصيا على تعزيزه" يورد الخطاب.
وأشار الملك إلى أن المغرب، العضو المؤسس لمنظمة الوحدة الافريقية، لا يحظى بمقعد في الاتحاد الافريقي، غير أنه، ما فتئ، منذ ذلك الوقت، وأكثر من أي وقت مضى، يقوم بكل حرية، بإطلاق العديد من المبادرات الملموسة وإنجاز مجموعة من المشاريع الناجحة بمزيد من النجاعة، كما أن المملكة عاقدة العزم على تعزيز النتائج الهامة التي تم تحقيقها من خلال مواصلة جهودها التضامنية الحثيثة مع هذه البلدان الشقيقة.
وذكر الملك ، من جهة أخرى، بأن دولة مالي، رغم كل الصعوبات، نجحت في تنظيم انتخابات رئاسية شفافة وذات مصداقية، في إطار ممارسة سيادتها، وفي ظل استقرارها ووحدتها، مؤكدا أن هذا النجاح يعد، دون شك، خير رد على ما تعرفه العديد من مناطق عبر العالم، من ضياع وضلال، بسبب جماعات التعصب والتطرف بمختلف أنواعها.. وقال: "وإننا بقدر ما نهنئ أنفسنا جميعا على هذا الانتصار الجماعي على قوى الظلامية والانفصال في مالي، فإننا ندرك أيضا حجم التحديات التي تنتظر هذا البلد، خلال مرحلة المصالحة الوطنية وإعادة البناء، وهو ما يجب القيام به، في احترام تام لسيادة مالي الكاملة وللاختيار الحر لأبنائه".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More