الأحد، 24 يوليو 2016

العزلة ترفع نسبة الهدر المدرسي في صفوف فتيات دوار "حمر"


العزلة ترفع نسبة الهدر المدرسي في صفوف فتيات دوار "حمر"
يحلم نحو 4000 من سكان دوار "حمر"، الواقع على بعد ساعة و10 دقائق على متن السيارة، على الأقل، انطلاقا من مركز مدينة الدار البيضاء، بيوم يرتبط فيه دوارهم بالشبكة الطرقية، للتمكن من وقف نزيف الهدر المدرسي الذي يتفشى في أوساط بناتهم، وفك العزلة عن منطقتهم، التي يعانون من تبعاتها السلبية منذ سنوات.
الولوج إلى هذه المنطقة المعزولة عن الشبكة الطرقية المعبدة لمدينة الدار البيضاء يتطلب السير 10 دقائق على الأقل سيرا على الأقدام، أو 5 دقائق على متن السيارة. وبمجرد الوصول تستقبل الزائر روائح النفايات النتنة وقطعان الأبقار المنتشرة وسط دور مبنية بشكل عشوائي، وتفتقر إلى الإنارة العمومية والمرافق الصحية والتعليمية والترفيهية؛ في انتظار تفعيل برنامج إعادة الهيكلة الذي طال انتظاره من طرف السكان.

غير بعيد عن مجموعة من الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و6 سنوات، والذين يلعبون وسط ركام الأتربة المتناثرة في المسالك الطرقية بالمنطقة، يقف حميد كرم، نائب رئيس جمعية دوار حمر، إلى جانب مجموعة من جيرانه، ويقول إن المنطقة تعاني من مجموعة من المشاكل، على رأسها الافتقار إلى طريق معبدة تربطها بباقي مناطق مدينة الدار البيضاء، وانعدام الإنارة العمومية.
بدوره قال عبد المجيد الكارحي، عضو الجمعية المحلية نفسها، التي تعنى بشؤون ساكنة هذه المنطقة المعزولة عن باقي أحياء مدينة الدار البيضاء، في تصريح لهسبريس، إن "الأمر لا يحتاج سوى كيلومترين اثنين وتنتهي مجموعة من المشاكل التي يعاني منها السكان في صمت، بعيدا عن أنظار المسؤولين".

وأضاف الكارحي: "كيلومتران من الإسفلت وتحل مشاكل التنقل عبر وسائل النقل الحضري، وانعدام الأمن في الممرات المختصرة الحالية التي يعتمد عليها السكان في الانتقال من وإلى دوار حمر.. بالإضافة إلى أنهما سيمكنان من إزاحة فكرة انتماء المنطقة إلى المغرب غير النافع".
واعتبر عبد المجيد الكارحي، الذي يقطن في المنطقة منذ سنوات، أن "تمرير الطريق الإسفلتية يشكل الوسيلة الوحيدة لتنمية المنطقة التي تحتضن ما يزيد عن 4000 نسمة على الأقل، ووقف ظاهرة الهدر المدرسي التي تهم الفتيات بشكل كبير"، على حد قوله.

ويوضح المتحدث ذاته، في تصريحه لهسبريس، أن "العشرات من الأسر اضطرت إلى التخلي عن تدريس بناتها خوفا عليهن من التعرض لاعتداءات من طرف جانحين يترصدون بهن في ظلمات المختصرات الطرقية، خاصة في فصل الشتاء الذي يحل فيه الظلام مبكرا".
عبد اللطيف، واحد من السكان الذين تخلوا عن تدريس بناتهم للأسباب نفسها التي سردها الكارحي، قال بدوره لهسبريس إنه اضطر مكرها إلى التخلي عن متابعة ابنته الدراسة "بعد تفشي ظاهرة اعتداء غرباء على السكان في السنوات الأخيرة، وتزايد ظاهرة الاعتداء على الأطفال على وجه الخصوص"، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث ذاته: "نحن في دوار حمر لا نتوفر على مدرسة ابتدائية أو إعدادية لتسهيل التمدرس لأبنائنا، وهو ما يضطرهم إلى السير على الأقدام لأزيد من 5 كيلومترات على الأقل في سبيل تحصيل العلم.. مع غياب طريق معبدة وإنارة عمومية، وفي ظل الخوف من اللصوص، تخلت العديد من الأسر عن فكرة إتمام دراسة أبنائها بشكل عام، والفتيات على وجه الخصوص".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More