الأحد، 24 يوليو 2016

مغاربة "يقتحمون" مؤسسات عمومية ومساجد بحثا عن "بوكيمون"


مغاربة "يقتحمون" مؤسسات عمومية ومساجد بحثا عن "بوكيمون"

استطاع تطبيق إلكتروني، حذرت منه السلطات الأمريكية، اجتياح كبريات المدن المغربية في ظرف أيام قليلة، بدءا من الرباط والدار البيضاء، فيما تذهب توقعات الخبراء إلى إمكانية غزوه باقي المدن عما قريب.
التطبيق عبارة عن لعبة تدمج بين الواقع والخيال، فهي تشغل جهاز "جي-بي-إس" وتضع مجموعة من شخصيات "بوكيمون" في زوايا محددة من المكان الذي تتواجد فيه والذي ترصده كاميرا هاتفك المحمول، وما عليك سوى التنقل في المحيط الخارجي لاصطياد أكبر عدد من "البوكيمونات".
لعبة "بوكيمون غو" (Pokemon Go) التي أطلقتها شركة "نينتندو" اليابانية للألعاب الإلكترونية، سرعان ما انتشرت، في ظرف أسبوع فقط من طرحها مجانا، على منصات تحميل التطبيقات الإلكترونية لمجموعتي "غوغل" وآبل"، لتبدأ في استلاب عقول الشباب المغاربة؛ حيث ظهروا يطاردون شخصيات "بوكيمون" في عدد من المرافق العمومية والمساجد والوحدات الفندقية.
واستجابة لتفاعل المغاربة مع لعبة "بوكيمون غو"، نشرت مجموعة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أماكن تواجد شخصيات "البوكيمون" في مدينتي الرباط والدار البيضاء، والتي غالبا ما تكون أماكن عمومية معروفة، مثل المكتبة الوطنية للمملكة ومحطات القطار والحافلات وعدد من الأسواق التجارية الكبرى، بيد أن اللعبة أصبحت لها دواع تجارية لكونها تسوق لهذه الأماكن.
ورغم أن الهدف المرجو من هذه اللعبة هو تحسين الصحة النفسية لمرضى الاكتئاب والتوحد والأفراد المنعزلين؛ إذ إنها، بحسب علماء النفس، تعمل على إخراجهم من قوقعتهم ودفعهم إلى زيارة أماكن جديدة والانفتاح على العالم الخارجي أكثر، إلا أنه سرعان ما أدت إلى اندلاع حوادث جمة للأفراد، سواء حوادث في الطرقات وهم ينظرون إلى شاشات هواتفهم أثناء المشي أو التعدي على الملكية الخاصة للآخر، مثل اقتحام منزل شخص آخر إذا صادف أن وجد فيه "صائد البوكيمون" إحدى شخصيات "البوكيمون" القيمة، بل أصبح حتى السارقون والمجرمون يعتمدونها لاستدراج هؤلاء الصائدين التائهين، إضافة إلى شغلها لوقت الموظفين...
وذلك ما دفع سلطات مجموعة من الدول إلى إطلاق حملات تحسيسية حول مخاطر "حمى البوكيمون" الجنونية هذه التي باتت تهدد سلامة الأفراد، في حين اعتبرتها المؤسسات الدينية مذهبة للعقل مثل الخمر، فيها تضييع للوقت في ما لا فائدة منه، وبالتالي فهي تلهي المسلم عن أداء شعائره الدينية، والمفترض الإقلاع عنها.
وبحسب مجموعة من المهتمين بالأمن المعلوماتي، فلعبة "بوكيمون غو" لعبة تجسسية مطروحة باحترافية عالية في الأسواق، تجعل من كل لاعب جاسوسا يرسل معلومات قيمة هي عبارة عن مواقع متنوعة للمحيط المتواجد فيه، إضافة إلى اطلاعها على حسابه البريدي وكل نشاطاته. وقد اعتبرها راغب أمين، مؤسس مدونة "المحترف"، أخطر أداة تجسسية تم طرحها إلى حدود الساعة.
كل هذه التداعيات الخطيرة أصبحت تدق ناقوس الخطر وتتطلب إطلاق حملات تحسيسية عديدة في أرجاء المملكة، ما دامت "حمى البوكيمون" فائقة التكاثر لا تزال في مرحلتها الجنينية.

*طالبة صحفية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More