الأحد، 24 يوليو 2016

بلدية سيدي قاسم تخصص مشاريع بالملايير لـ"إحياء" المدينة

مثل ما هو حال العديد من الأقاليم بـ"المغرب المنسي"، ظل إقليم سيدي قاسم، الذي تقطنه حوالي 700 ألف نسمة، على مساحة تقدر بحوالي 4.060 كلم مربع، يعاني من "التهميش" لما يزيد عن عشرين سنة؛ كما ظلت مدينة سيدي قاسم، وهي القلب النابض للإقليم، خارج أي برامج تنموية، حتى بات سكانها يصفونها بـ"مدينة الأشباح"، بعد إغلاق أهم المنشآت الصناعية بها، وهي مصفاة "سامير"، والعديد من الوحدات الصناعية الصغيرة والمتوسطة التي كانت المحرك الأساس لاقتصادها.
غياب أي برامج تنموية لما يزيد عن عشرين سنة جعل المدينة تدخل في "سبات استثماري"، كما جعلها تعاني من الركود على جميع الأصعدة، فأصبح لزاما على المسؤولين عنها، وخصوصا المنتخبون، أن يعيدوا إحياءها بمشاريع مستقبلية، تخرجها وساكنها من "غرفة الإنعاش".
رئيس بلدية سيدي قاسم، محمد الحافظ، أكد في هذا السياق أن المجلس البلدي "وضع مخططا لإعادة تغيير وجه المدينة الذي أصبح "قبيحا" في أعين ساكنتها".

هذا المخطط، يقول الحافظ، "يبدأ أولا بتصميم تهيئة المدينة الذي خصص له غلاف مالي قدر بأزيد من 24 مليار سنتيم، مع إعادة تأهيل وسط المدينة بخلق "قطب اقتصادي" من خلال بناء فندق من أربع نجوم، ومكاتب إدارية، ومركز تجاري، وخلق مقار للشركات بقيمة مالية تقدر بـ 20 مليار سنتيم"، مؤكدا أن "الخواص سيتكلفون بالجزء الأكبر من التمويل، بعد أن تجاوب العديد من أصحاب رؤوس الأموال مع المشروع الذي من المفترض أن يغير قلب المدينة، ويعيد إحياءها من جديد، خصوصا بعد تهيئة محيط هذا القطب الاقتصادي، من خلال تعزيز البنيات التحتية التي سترافقه"، على حد قوله.
وأكد محمد الحافظ أيضا أن "البلدية أعدت تصميم مشروع محطة طرقية جديدة بموصفات حديثة، على مساحة 7 هكتارات، وبقيمة مالية تقد بأزيد من 7 مليارات سنتيم، مع خلق سوق للجملة نموذجي، يعتمد بشكل شبه كلي على الطاقة الشمسية".
ولتعزيز ربط المدينة بشبكة الطرق السيارة، وجعلها محورا اقتصاديا، أشار الحافظ إلى أنه أشرف شخصيا على الاتفاق مع الجهة، وبشراكة مع وزارة التجهيز والنقل، على إيصال الطريق السريع إلى مدينة سيدي قاسم، الذي كان مشروعا مؤجلا قبل أن تتم المصادقة عليه، وتخصيص ميزانية له من ميزانية 2017/2018؛ على أن يتم الانتهاء منه سنة 2019، ليربط سيدي قاسم بالقنيطرة، ثم يمتد إلى جماعة "زكوطة" سنة 2020؛ ما سيجعل المدينة ترتبط مباشرة بشبكة الطرق السيارة عبر طريق سريع طوله 84 كلم.

مشاريع أخرى ستنطلق، حسب الحافظ، منها تحويل مصفاة "سامير" المتوقفة منذ سنوات إلى متحف لمن يرغب في اكتشاف تاريخها المرتبط أساسا بتاريخ المدينة التي تم تصميمها بعد اكتشاف أول بئر للبترول في إفريقيا، أوائل القرن العشرين.. "هذا سيجعل المصفاة يُعاد تدويرها اقتصاديا من الجانب التاريخي"، يقول الرئيس الاستقلالي، في تصريح لـهسبريس.
"الأحياء المهمشة بالمدينة خصص لها مبلغ 80 مليون درهم لإعادة تهيئتها"، يقول الحافظ، الذي أكد أن أحياء "الزاوية" و"الكوش" والمرس" والملاهفة" و"حي ميلود" ستعاد تهيئتها، مع إحداث مساحات خضراء في الأماكن المخصصة لذلك.
الحي الصناعي، الذي ظل عبارة عن "حي للأشباح"، أكد المتحدث نفسه أنه سيعيده للحياة من خلال تخصيص غلاف مالي يقدر بملياري سنتيم لإعادة تهيئة شوارعه، مع خلق قرية ترفيهية، وتطوير السياحة البيئية، وخلق ملحقة جامعية بالمدينة.

ولتحسين موارد البلدية أكد الحافظ أن "المجلس اعتمد على إعادة جدولة ديون الملك العمومي المستغل التابع لها، التي تقدر بملياري و700 مليون سنتيم، مع إعادة النظر في ضريبة الأراضي غير المبنية، وتحسين مناخ الاستثمار في المجال التابع للمدينة، من خلال رقمنة الإدارة"، مضيفا: "بات من الممكن الآن تتبع المستثمر لملفه عبر التكنولوجيا الحديثة، دون اللقاء المباشر مع الموظفين؛ وهو ما تم فعليا بعد إعادة تأهيل الموظفين ليواكبوا هذا المعطى الجديد والمهم لتبسيط المساطر".
وفي الشق الرياضي، يقول الرئيس الجديد لجماعة سيدي قاسم إنه سيتم إصلاح إضاءة ملعب "العقيد العلام" للتمكن من إجراء مباريات فرق المدينة ليلا؛ كما ستتم إعادة ترميم الملعب، مع دعم فريق اتحاد سيدي قاسم الذي صعد للقسم الثاني هذا الموسم، بزيادة قيمة المنحة المخصصة له.

كل هذه المشاريع وأخرى، يقول الحافظ، "جاءت من أجل إعادة الحياة إلى مدينة ظلت لسنوات "مدينة أشباح""، مؤكدا أنه وجد عجزا ماليا يقد بـ670 مليون سنتيم بالبلدية؛ "غير أن المجلس سيتغلب على كل العوائق لخلق مجال قادر على احتضان الساكنة وخلق فرص حياة أفضل لها"، حسب تعبيره.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More